معركة الأمعاء الخاوية

إخراج

تتعامل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية مع المعتقلين الفلسطينيين بطريقة مروعة للغاية، حيث يعذب السجانون الإسرائيليون المعتقلين جسديّاً ونفسيّاً، دون أي محاسبة قانونية.

ويلجأ المعتقلون الفلسطينيون إلى الوسيلة الوحيدة لمقاومة هذه الطريقة في التعامل؛ ألا وهي الإضراب عن الطعام.

 

وقد أصبح الإضراب عن الطعام جزءاً ثابتاً من حياة المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون، ما يدل على مدى يأس هؤلاء الأسرى، فهم يرفضون الطعام، ويفضلون الموت على المعاملة المشينة التي يتعرضون لها، مثل البقاء في العزل الانفرادي لفترات طويلة، والتفتيش العاري المهين، والحرمان من النوم، والضرب المبرح.

 

وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مئات الأسرى الفلسطينيين اعتقالاً إداريّاً؛ أي دون أي تهم ضدهم، ودون معرفة الأسباب التي أدت إلى اعتقالهم. ويُحرم هؤلاء المعتقلون من أبسط حقوقهم الأساسية، مثل الزيارات العائلية، أو حتى البدء بإجراءات قانونية رسمية لرفض اعتقالهم.

 

وبالنسبة لهؤلاء المعتقلين، فالإضراب عن الطعام هو الوسيلة الوحيدة لمقاومة هذه الظروف.

 

وللإضراب عن الطعام تاريخ طويل في حركات المقاومة السلمية عالميّاً، ويلجأ بعض الأشخاص للإضراب عن الطعام كوسيلة للاحتجاج السياسي، أو للفت النظر لمعاناتهم، أو لتحدي سجانيهم.

 

وعلى سبيل المثال، لجأ المهاتما غاندي للإضراب عن الطعام عدة مرات احتجاجاً على الاستعمار البريطاني للهند، كما استخدم بعض السجناء من أفراد الجيش الجمهوري الإيرلندي الإضراب عن الطعام كوسيلة للضغط على سجانيهم، مطالبين بالإفراج عنهم.

 

خاض العديد من المعتقلين الفلسطينيين معركة الإضراب عن الطعام منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وفي بعض الحالات، نجح المضربون بتحقيق مطالبهم، إلا أن انتصارهم غالباً ما كان انتصاراً مؤقتاً، لتعود معاناتهم إلى ما كانت عليه بعد فترة قصيرة من الزمن.

 

سيواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الفلسطينيين اعتقالاً إداريّاً، وسيشن حملات اعتقال عشوائية في الأراضي الفلسطينية، وفي المقابل، سيخوض الأسرى الفلسطينيون معركة الإضراب عن الطعام كوسيلة لمحاربة ظروف اعتقالهم السيئة.

 

ويعتمد نجاح الإضراب عن الطعام على ثلاثة عوامل: الحشد الإعلامي، والتحركات الشعبية المساندة، وقوة إرادة المضرب عن الطعام، وهو أهم عامل.

 

ويعلم المضرب عن الطعام جيداً أن وسيلة الاحتجاج هذه قد تكون الأخيرة في حياته، فالحالة الصحية لأي شخص تتدهور بسرعة مع عدم تناول الطعام لفترة طويلة، حيث يبدأ الجسم بعد أسبوعين من بدء الإضراب بتحليل أنسجته في محاولة للبقاء على قيد الحياة، ومن الممكن أن يتوفى المضرب عن الطعام بعد شهرين من بدء الإضراب، بسبب فشل في عمل القلب.

 

نحن نشبه معركة الإضراب عن الطعام بقضم الأصابع؛ من سيصرخ أولاً: السجان أم السجين!
فؤاد الخفش
باحث في قضايا الأسرى
لا قيمة للإضراب عن الطعام إن لم يعرف أحد عنه
بات شيهان
أسير إيرلندي سابق خاض تجربة الإضراب عن الطعام

إخراج

 أشرف المشهراوي

 

تصوير

حسن المشهراوي

محمد المشهراوي

 

مونتاج

حسن المشهراوي

 

منتج منفذ

ميديا تاون، فلسطين

 

الإشراف التحريري

روان الضامن

 

سنة الإنتاج 201٤

برنامج فلسطين تحت المجهر

 الجزيرة الإخبارية

 

جميع الحقوق محفوظة

لشبكة الجزيرة

 

فريق العمل الشهود السنوات مصطلحات الأماكن

شاهد الفلم

 أشرف المشهراوي

الاعتقال الإداري

المناطق الفلسطينية المحتلة

انقر على الكلمة

في هذا الفلم

عودة للأعلى

ريمكس فلسطين